الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

العمل..!


 

 ،الكل يعلم بأن الشخص الذي يفتقر عن العمل ..
فقير العيشة .. يبحث عن المأكل والمشرب .. والمسكن ..
وفوق كل هذا يبحث عن نفسه لا يجِدُها إلاوهي  تُصارع معيشة الحياة ..

 لا يُصارع نفسه فقط..

تضيق به الدنيا .. وتُغلقْ جميعُ الأبوابَ في وجه ..
مستفرد مع نفسه ..
لا يعرف أحد ولا أحدٌ يعرفه .. يسأل ويجيب نفسه..

يأكل يوم ويجوع عشر.. يضحك ساعة ويبكي سنين..
فقط لأنه لا يعمل.. يعيش على الظنون .. فيظن فقط أن الحياة لمن يملكون أعمال ذو مناصب عالية.. أو ينتمي لعائلة مترفة!

يشعر بالنقص أمام الأخرين .. فينظر لناس نظرة واحدة .. مرة بودّ ومرة بحقد  .. !

نفس منكسرة أمام كل شيء ..

فراغ طويل وكأن الساعة ملّت من الروتين ألا جديد ولا إضافات ..! 

فقط تصوير سريع مر في خيالي وأنا أعمل عمل ما لجهة ما .. وما هو وقع هذا العمل وأثره ووجه الشبه بين حال الفقير وحال النفس بدونه ! 

 سبحان الله الشخص الذي لا يعمل يصبح فقط جسد ومشاعر تتخبط به .. تُضعفه .. تُسقطه..
وأحيانا ترفعه .. لكن لا يثبت على حال..مع نفسه

أمّ الشخص المعتاد على العمل يعمل يعمل .. ويجدّ في خدمة الناس من هنا وهناك..ويشغل ما أعطاه الله من مواهب وعقل وحركة..
لا يكون جسد ومشاعر إنما .. جسد وروح حيّة ومشاعر ثابتة.. لا يسمح للظنون أن تلعب به..
وتجعله يضعف أمام أي شيء لأنه أشغل حيّز كبير من فراغه  و لم يسمح للشيطان أن يغذيه بعلاجه..!
مشاعر حب صادقة لا مجال للكره او للحقد إن عامل بحسنِ خُلق. و جعل لكل شيئاً وقته..
.
في العمل يتضح أصل الشخص..
وقد تجد رفيق العمر ..لا مجاملات .. لا قيود.. أنا أنا وأنت أنت!
في العمل .. أجد نفسي .. وما دوري ومكاني بين الناس .!
قد لا أكون في قلوبهم مكاناً . لكن يكفيني أن دوري وعملي بينهم هو مكاني فأحترمها
.
العمل علمني كيف أتصرف بالوقت .. وأنّ لا مجال لأن أوقف الساعة قليلاً..
العمل علمني .. أنني بدونهُ جسد بقلبِ حجر..!
العمل علمني أن لا مجال أن أتقمص شخصية ما .. أقتدي به .. أسمع نصحه أتعلم منه لكن لا ألعب دوره .. لأنني قد أفشل!
العمل يجلدني أيام .. ويتعبني أيام .. ويسعدني أيام .فله نكهات كثيرة كثييييرة .. لكن نتائجه أحيانا تغير تلك النكهة
العمل علمني في لحظة العمل أن أستفرد  بنفسي من حديث الرسول صلى الله علية وسلم حين أشرف على العمل يتردد ويدندن فوق رأسي حينها قوله:


[ولنفسك عليك حق]

[ولنفسك عليك حق]

[ولنفسك عليك حق]

 

 

أنظر من بعيد الكتاب الواجب إنهائه هذا الشهر .. أو المراجعة .. أو حفظ وردي الأسبوعي ..
أو حصة التقوية لموهبتي ..
وكأني أقول لهم دقائق دقائق .. سأنتهي من العمل..

تعلمت كيف أن نفسي ليس فقط في العمل أجعلها

إنما ما يكمل العمل هو العلم البسيط..!

 

العمل متعب ومتعب ومتعب وشاق أيضاً .. لكن شيء لابد منه.. وإن كنا من جنس أنثى ..!

العمل له جزاء هذا ما قد سنربحه أيضاً منه ..
وعلى قدر تعلمي سأنال عملي و أأمن معيشتي وراحة بالي
وعلى قدر تقواي ومراقبتي لله سيأتي الضعف..

 

فالله لا يضيع عمل عامل.!

 

{فلنعمل .. ولو حُراس باب ..!
لكن هل إمكانيات نفسك أن تكون حارس .. .!

 

فلنسأل أنفسنا..!

 

دلال~ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق